91يحصل له من صاحب مصر أكثر من هذا؟ ما نظنه يكون لو حصل عنده إلّا واحداً من أبناء الطالبيين بمصر.
فاعتذر والد الشريف الرضي بأنه لم يسمع هذه الأبيات منه، بل نسبها له الأعداء، فعندها أمر القادر باللّٰه بترتيب محضر يتضمّن القدح في أنساب ولاة مصر، وأمضى فيه الكثير، وامتنع الرضي من إمضائه، واعتذر بخوفه من غيلة دعاة المصريين 1.
هذه هي أصل الواقعة، وهي كانت الأشعار للشريف الرضي، أم نسبت إليه لتكون مقدمة لترتيب المحضر الذي يتضمّن القدح في أنساب ولاة مصر؟ وهل وقّع في المحضر الشريف الرضي بعد الامتناع، أم استمرّ امتناعه من التوقيع حتى النهاية؟ أسئلة تحتاج إلى مزيد من البحث ليس هذا محلّها.
الشريف المرتضى:
علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام، أبو القاسم المرتضى ذو المجدين علم الهُدى.
حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه، متوحّد في علوم كثيرة، مجمع على فضله، مقدّم في علوم، مثل علم الكلام والفقه وأصول الفقه، والأدب من النحو والشعر واللغة وغير ذلك، وسمع من الحديث فأكثر، عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا، صنّف كتباً كثيرة في شتّى العلوم، وبكتبه استفادت الإمامية منذ زمنه إلى زماننا هذا.
قال الشيخ أبو العباس النجاشي: مات رضى الله عنه لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة 436 ه، وصلّى عليه ابنه في داره ودفن فيها، وتولّيتُ غسله ومعي الشريف أبو يعلى محمد بن الحسن الجعفري وسلّار بن عبد العزيز، وكان مولده في شهر رجب سنة 355 ه.
قرأ على الشيخ المفيد محمد بن