22
البحث الأدبي والتفسيري الصحيح:
قرأ البعض «هذا النبيّ» على النصب، وفسروه بهذا المعنىٰ «أن أولى الناس بإبراهيم، لَلّذين اتبعوه وأتباع خاتم الأنبياء» . إلّاأنّه ناهيك عن عدم تناسب هذه القراءة مع ظاهر الآية، فإن عبارة «والذين آمنوا» ستلغىٰ أيضاً.
وبناءً على ذلك، فإنّ قراءة الرفع هي الأرجح.
القرآن واحترام خاتم الأنبياء:
بما أنّ القرآن الكريم ينظر باحترام خاص للسيد الخاتم صلى الله عليه و آله، ويرىٰ أنّه أعظم من أن يكون تابعاً لأحدٍ، لذا فإنه عندما يذكر الأنبياء الإبراهيميين، يخاطبه بالقول: «فبهداهم اقتده» 1. إلّاأنّه يخاطبهم ويخاطب المسلمين أيضاً للاقتداء بملّة إبراهيم عليه السلام: «. . . ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين. . .» 2.
نوح عليه السلام من أول الدعاة إلى التوحيد:
يعدّ نوح عليه السلام أول نبيّ صاحب كتاب وشريعة، وحصل علىٰ لقب شيخ الأنبياء. لذا عدّه القرآن الكريم من أول الدعاة إلى التوحيد، ويسلِّم عليه بكل عظمة وإجلال، ويقول: «سلامٌ علىٰ نوح في العالمين» 3، حيث لم يَرِد مثل هذا التعبير بحق باقي الأنبياء، كما في قوله تعالى: «سلامٌ علىٰ موسىٰ وهارون» 4، «سلامٌ علىٰ إبراهيم» 5.
النبي نوح عليه السلام مؤسس التوحيد الإبراهيمي:
بعد ذلك عدّ القرآن الكريم سيدنا إبراهيم عليه السلام من أتباع نوح عليه السلام، وأنّ التوحيد الذي وضع أسسه نوح - سلام اللّٰه عليه - أساسٌ لدين إبراهيم، كما في