219وغيرها من أمثال كتب ابن سينا، «تهافت الفلاسفة» للغزالي، و «تهافت التهافت» لابن رشد.
ويقول الناقد (يهوذا الحريزي) بأسلوب حماسي: «اِعلم أن الشعر البديع الحافل باللآلئ قد كان في بادئ الأمر ملكاً مقصوراً على أبناء العرب المسلمين وحدهم، وقد وزنوه بموازين صادقة، وهم يفوقون في شعرهم شعراء العالم قاطبة . . . ومع أن لكل أمة شعراءَها، فإنّ جميع شعرهم لا قيمة له، ولا وزن في مقابل شعر الإسماعيليين (أي المسلمين العرب) لأنهم - وحدهم - المستأثرون بالشعر العذب في لفظه، الجميل في فحواه ومعناه.
ثمّ يضيف الناقد العبري الحريزي، متحدثاً عن تأثير الشعر العربي في الشعر العبري بقوله: إنّ بني شعبنا بعد جلائهم عن أرض كنعان، قد قطن الكثيرون منهم مع العرب المسلمين في أوطانهم، وألفوا التحدّث بلغتهم، والتفكير بتفكيرهم، وبامتزاجهم بهم تعلموا منهم صناعة الشعر الموزون في اللغة العبرية. . .» 1.
والجدير بالذكر أن الشعراء اليهود عرفوا الأساليب البلاغية المألوفة آنئذٍ عند العرب المسلمين، التي بها كانوا يزيّنون قصائدهم ويحلّون أشعارهم. كما أن «بني إسرائيل» أول من دان باليهودية، لكنهم لم يكونوا وحدهم اليهود حتى في زمانهم 2. ولم تعرف باسم (اللغة العبرية) إلّابعد السبي البابلي 3. ولمّا استوطن (بنو إسرائيل) أرض كنعان، وعرفوا المدينة والحضارة، صاروا ينفرون من كلمة (عبري) التي كانت تذكّرهم بحياتهم الأولى حياة البداوة والخشونة، وأصبحوا يؤثرون أن يعرفوا باسم (بني إسرائيل) فقط 4.
ولا يوجد في صحف العهد القديم ما يدلّ على أنّهم كانوا يسمّون لغة (بني إسرائيل) (باللغة العبرية) ، بل كانت تارة تعرف باسم اللغة اليهودية: «يِهُوديت»