179الشريفين موضعاً يزوره المؤمنون والمسلمون الذين يفدون إلىٰ مكة من كل أرجاء العالم 1.
قال محمد بن علوي المالكي في كتابه باسم «في رحاب البيت الحرام» :
مولد النبي صلى الله عليه و آله وهو مكان معروف إلىٰ الآن بمكة في سوق الليل. . . ولما هاجر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله إلى المدينة استولى علىٰ هذا البيت عقيل بن أبي طالب ولم يزل بيده وبيد أولاده حتّىٰ باعه بعضهم من محمد بن يوسف الثقفي، ثم لما حجّت الخيزران أم الخليفتين أخرجته وجعلته مسجداً يصلّى فيه، قال ابن ظهيرة ما معناه: وجرت العادة بمكة في ليلة مولد الرسول أن يتهيأ الكبار والعلماء وأعيان البلاد بالفوانس والشموع فيخرجون إلىٰ بيت مولد الرسول لزيارته وإحياء ذكر مولده. . . قال: والمعروف المشهور في مولده - عليه الصلاة والسلام - هو الذي بسوق الليل ولا اختلاف فيه عند أهل مكة ثم قال: وكون هذا مولد الرسول صلى الله عليه و آله مشهور متوارث يأثر الخلف عن السلف 2.
قال الفاسي المكي في صفة مولد النبي صلى الله عليه و آله:
أما الصفة التي أدركناه عليها، فإنه بيت مربع وفيه اسطوانة عليها عقدان، وفي ركنه الغربي مما يلي الجنوب زواية كبيرة قبالة بابه الذي يلي الجبل، وله باب آخر في جانبه الشرقي ايضاً، وفيه عشرة شبابيك، أربعة في حائطه الشرقي، وهو الذي فيه باباه المتقدم ذكرهما، وفي حائطه الشمالي ثلاثة، وفي الغربي واحد، وفي الزاوية اثنان، واحد في جانبها الشمالي وواحد في جانبها اليماني، وفيه محراب، وبقرب المحراب حُفرة عليها درابزين من خشب، وذرْع تربيع الحُفْرة من كل ناحية ذراع وسُدس، الجميع بذراع الحديد، وفي وسط الحُفرة رخامة خضراء، وكانت هذه الرخامة مطوَّقة بالفضّة علىٰ ما ذكره ابن جبير، وذكر أنّ سعتها مع الفضة ثلثا شبر 3. وهذا الموضعُ جُعل علامة للموضع الذي وُلد فيه النبي صلى الله عليه و آله