47في أحوال معيشته على أحسن نظام، وقضاء حوائج المحتاجين بأتمّ قيام. . . .
وبالجملة فهو عالم الأوان ومصنّفه، ومقرّظ البيان ومشنّفه بتآليف كأنّها الخرائد، وتصانيف أبهى من القلائد، وضعها في فنون مختلفة وأنواع، وأقطعها ما شاء من الإتقان والإبداع، وسلك فيها مسلك المدقّقين، وهجر طريق المتشدّقين 1.
شهادته:
لم يكن شيخنا بمنأى عن أعين حاسديه مع أنّه كان يخفي حتى آثاره القيّمة، ولعلّ أشدّهم عداوة القاضي معروف. وكان سبب قتل شيخنا أنّه ترافع إليه رجلان فحكم لأحدهما على الآخر، فغضب المحكوم عليه وذهب إلى القاضي معروف، الذي ما إن سمع حتى غضب وأرسل من يطلبه، فسافر الشيخ في محمل مغطّىً، وكتب القاضي إلى سلطان الروم: أنّه وجد ببلاد الشام رجلٌ مبدع خارج عن المذاهب الأربعة، فأرسل السلطان رجلاً في طلب الشيخ وقال له: ائتني به حيّاً، فلحقه في طريق مكّة، فقال له الشيخ: تكون معي حتى نحجّ، ثم افعل ما تريد. فلمّا فرغ سافر معه إلى بلاد الروم، فلمّا وصلها رآه رجل فسأله عن الشيخ، فقال: رجل من علماء الاماميّة أراده السلطان، فقال:
أَوما تخاف أن يخبر السلطان بأنّك قد آذيته؟ بل الرأي أن تقتله وتأخذ برأسه، فقتله في مكانه. ودفن من قبل جماعة من التركمان وبنيت عليه قبّة. وأخذ الرجل رأسه إلى السلطان فأنكر عليه، وقال: أمرتك أن تأتيني به حيّاً فقتلته! ثم قتل ذلك الرجل 2.
اُستشهد قدس سره سنة 965 ه. ق عن عمرٍ يناهز 55 سنة.
نسخة الكتاب:
لقد وفِّقت لنيل صورة لنسخة مخطوطة من كتاب الرجعة للميرزا محمد مؤمن بن دوست الاسترابادي من خزانة مكتبة آية اللّٰه العظمى المرعشي النجفي قدس سره مذكورة في فهرس مخطوطات المكتبة: 4 / 282 رقم 1485، ومن ثمّ وفِّقت لإتمام تحقيقها، غير أنّي وجدت ملحقاً بالنسخة المذكورة، نسخة مكتوبة بخطّ نسخ جيّد تقع في 8 صفحات ، كلّ صفحة احتوت 12 سطراً، والظاهر أنّ كاتبها هو كاتب نسخة الرجعة نفسه، وهو السيّد حسن بن علوان بن علي الشاعر الشاخوري الغريفي في سنة 1224 ه.
ومن خلال متابعتي لمعرفة مؤلّف النسخة، ومراجعتي لكتاب الذريعة، وجدت أنّ الشيخ آقا بزرگ ذكر في المجلّد 24 صفحة 441 تحت الرقم 2311 ما هذا نصّه:
نيّة الحجّ والعمرة: أيضاً للشهيد الثاني وهي غير مناسكه، أوّلها: [ الحمد للّٰهربّ العالمين، وصلواته على محمّد وآله الطاهرين، إذا عزمت على سبيل الحجّ، وقطعت العلائق 3فقف على باب بيتك، وانو الحجّ والعمرة. . . ].
مختصرة تزيد على مائة بيت، رأيتها في مكتبة (سيّدنا الشيرازي) ، ونسخة مع مناسكه في مكتبة (الشريعة) . انتهى.