170- كل ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده، فإن مردّه إلى اللّٰه - عزّ وجلّ - وإلى محمد رسول اللّٰه.
وهناك بند يمنع أي تعامل مع قريش.
إن أهمية هذه الوثيقة هي في جعل المدينة قاعدة آمنة للمسلمين في انطلاقهم لقتال المشركين، هذا من جهة، ومن جهة ثانية جعلت الوثيقة من رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم المسؤول الحاكم وباعتراف الجميع، وعلى اليهود نصرته في حال اعتدي على المدينة.
د - السرايا والغزوات: أهميتها تأتي من أنها حققت ما يلي:
1 - جعلت المسلمين متأهبين دائماً لجهاد الكفار.
2 - جعلت الكفار في وضع غير آمن وباستمرار وذلك لكثافتها.
3 - تأثيرها السلبي على حركة التجارة المكية علماً أن طريق الشام من مكة تمر في المدينة أو في محيطها.
4 - أتاحت للمسلمين عقد اتفاقات عدم اعتداء مع قبائل لم تكن على الإسلام مما أعطى المسلمين حرية أكثر في التحرك ضدّ المشركين، خاصة مشركي قريش.
وإليكم هذه السرايا والغزوات:
1 - سرية حمزة بعد سبعة أشهر من الهجرة: «وخرج حمزة يعترض عير قريش. . . وفيها أبو جهل بن هشام، في ثلاثمائة رجل. . . فالتقوا حتى اصطفوا للقتال. . . ولكن لم يتم قتال. وكان المسلمون ثلاثين رجلاً» .
2 - سرية عبيدة بن الحارث:
« بعثه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، في ستين رجلاً من المهاجرين. . . فلقي أبا سفيان بن حرب وهو في مائتين من أصحابه . . . فإنما كان بينهم الرمي ولم يسلوا السيوف ولم يصطفوا لقتال» . وكانت بعد ثمانية أشهر من الهجرة.
3 - سرية سعد بن أبي وقاص:
بعد تسعة أشهر من الهجرة، لم يلتق قريشاً.
4 - غزوة الأبواء بعد سنة من الهجرة: وتسمى غزوة ودان. وهي أول غزوة غزاها النبيُّ نفسه، « وفي هذه الغزوة وادع مخشي بن عمرو الضمري، وكان سيدهم في زمانه على أن لا يغزو بني ضمرة ولا يغزوه، ولا يكثروا عليه جمعاً، ولا يعينوا عدواً، وكتب بينه وبينهم كتاباً» . وكانت غيبته خمس عشرةَ ليلة.
5 - غزوة بواط: بعد ثلاثة عشر شهراً من مهاجره. خرج لاعتراض عير قريش ولكنه لم يلق كيداً.
6 - غزوة طلب كرز بن جابر الفهري: راح في طلبه لأن كرزاً هذا أغار على أنعام المدينة وسرقها. وفي