9وإننا نؤكد علي مثل هذه اللقاءات، لأن الاعتماد علي المراسلة والقراءة الفكرية لا تستطيع - غالباً - أن تمنح الموقف الإسلامي وضوحاً في الصورة، بحيث تزيل الشبهات العالقة في أذهان القائمين علي الحركات ضد بعضهم البعض، التي خمدت كثيراً من فرص اللقاء علي الأسسس الإسلاميّة المشتركة.
وقد تحتاج إلي توجيه العمل إلي لقاء المسلمين ببعضهم البعض في أجواء إسلاميّة حميمة، يتحادثون فيها فيما بينهم، في كل ما يهمهم من قضايا؛ وذلك بالزيارات الفردية والجماعيّة لجمعيات الحجاج وأماكن تجمعهم، ليتحسسوا الشعور بالوحدة من خلال اكتشاف الهموم المشتركة ولقضايا الواحدة، والأهداف الكبيرة التي يلتقون فيها علي اسم الله. . ليحقّق ذلك رفضا لكل الخطط والمشاعر، التي يعمل الكافرون من خلالها علي عزل المسلمين عن بعضهم، من خلال االشعور القومي أو الإقليمي أو غير ذلك.
. . أما قضايا الجهاد الإسلامي فإنها تستفيد من موسم الحج الكثير مما يحققه ممن اجتماع القيادات الواعية التي لا تستطيع أن تجتمع في مكان آخر يمارس فيه الظالمون الاضطهاد والملاحقة لكل العالمين للإسلام. . فإن مثل هذا الاجتماع يصحح كثيراً من الانحرافات، ويوّحد كثيراً من الجهود وينظم كثيراً من الأعمال المتنوعة المبعثرة، وهناك الكثير الكثير من المنافع والفوائد التي نستطيع أن نحققها في هذا الموسم الإسلامي الكبير. . مما يجب أن نفكر فيه ونعمل له. . ونصل إليه من أهداف.
ولكن. . هل نحن في محاولة للتنظير المترف. . وهل يتحقق ذلك كله؟ . . فقد يفرض السؤال نفسه علينا من خلال الواقع السلبي المنحرف. . الذي يعيشه موسم الحج الآن. . كيف يتحقّق ذلك كله؟ .