234- انصرفت الآية وهي في معرض بيان من يشمله التكليف من ((الناس)) للتعبير بصيغة بيان ((البعض من الكل)) فقالت: من استطاع اليه سبيلاً وهذا الاسلوب بمثابة التفصيل بعد الاجمال والتبيين بعد الإبهام؛ وهو يفيد التكرار والتأكيد.
ولو جاءت الآية بصيغة (( لله حج البيت علي المستطيع)) أو (( لله علي المستطيع)) أو (( علي من استطاع اليه سبيلاً حج البيت)) لما أفهمت المعني آنف الذكر.
المقصود من ((البيت)) هو أول بيت وُضع للناس والاستطاعة تنقسم الي استطاعة عقلية واستطاعة شرعية، وكلا هما تتصمنهما الآية.
فمن الناحية العقلية يستطيع كل انسان ((مستطيع)) ان يتشرف بالحج ((ولو متسكعاً)) وان كان الحج مستحباً بالنسبة اليه، ليس بواجب؛ وان لم يكن مستحباً فيحمل علي معني الزيارة ويدخل في المعني العام لقوله تعالي: مباركاً وهديً للعالمين فهو مصدر هداية وبركة للجميع المستطيع وغير المستطيع، وحاجاً كان أو معتمراً؛ واجباً أدّاه أو ندباً.
إلاّ انَّ الحج الواجب لا يجب الاّ علي المستطيع. وفي البحث الفقهي ثمة آراء؛ فهل تلزم الاستطاعة ((اليه)) فقط؛ أم انَّ الاستطاعة ((اليه)) و ((عنه)) كلتيهما لازمتان59؟ .
الهوامش:
(1) آل عمران: 96-97.
(2) آل عمران: 95.
(3،4) إبراهيم: 37.
(5،6) التوبة: 108.
(7) التبيان 535: 2.
(8) مجمع البيان 477: 2.
(9) النور: 36.
(10) القمر: 55.
(11) الحديد: 3.
(12) المائدة: 97.
(13،14) ابراهيم: 37.
(15) البقرة: 126.
(16) ابراهيم: 35.
(17) العنكبوت: 67.
(18) آل عمران: 97.
(19) الحج: 26.
(20،21) الحج: 27.
(22) البقرة: 127.
(23،24) المائدة: 97.