1305: الأُمة المسلمة والنبيّ المبعوث من ذرية إسماعيل:
ذكر القرآن الامة المسلمة، والنبيّ المبعوث فيها، من ذرية إبراهيم وإسماعيل في ثلاث آيات: جاءت الآية الأولي بشكل دعاء من إبراهيم وإسماعيل، وجاءت الآية الثانية بشكل خطاب مباشرة لهم في عصر النبيّ (صلّي الله عليه وآله وسلم) ، أما الآية الثالثة فقد جاءت في سياق الحديث عن الحاسدين لهم في عصر النبيّ (صلّي الله عليه وآله وسلم) أيضاً.
الآية الأولي:
قال تعالي:
وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك. . . ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم 127 - 129/2.
قوله تعالي: وجعلنا مسلمين لك الإِسلام المدعو به هنا هو الاسلام بمعناه اللغوي، أي الانقياد والخضوع التام لا الاصطلاحي. والمعني وادم علينا حالة الانقياد والخضوع التام لك، وتوفنا عليها كما في دعاء يوسف بعد ان مكن الله تعالي له: توفّني مسلماً وألحقني بالصالحين 101/12.
قوله تعالي: ومن ذريتنا أمة مسلمة لك أي من ذرية إسماعيل / إذ لم يكن إسحق مولودا ولا مبشرا به كما هو واضح من سياق الآيات (99 - 113) من سورة الصافات (16) وذرية إسماعيل هي ذرية إبراهيم والإِسلام الذي وصفت به هذه الأمة هو من سنخ الاسلام الذي دعا به كل من إبراهيم وإسماعيل لنفسه، كما هو مقتضي الحال والسياق فهو غير الاسلام (17) في قوله تعالي: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا. لكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإِيمان في قلوبكم 14/49 وبغير ذلك لا تكون هذه الذرية المطلوبة قرة عين لإبراهيم ولا تكون منه، إذاً فقد دعا إبراهيم بأن يرزق إسماعيل من ذريته أُمة مسلمة، كإسلام إسماعيل وإبراهيم علي ملّة إبراهيم في البراءة من الشرك، واجتناب عبادة الأصنام، فهي إذاً مشمولة بدعائه في قوله تعالي:
وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام. ربّ إنهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم. ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلّهم يشكرون 35 - 37/14.
قوله تعالي: ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويُعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم 129/2.
أصل الزكاة في اللغة الطهارة والنماء والبركة والمدح، وأيضاً الزكاة صفوة الشيء والزكاء ما أخرجه الله من الثمر وزكاه الله: مدحه، وزكا الرجل نفسه إذا وصفها وأثني عليها (18) .