27ويتقوّى بها آخرون.. يقول الدكتور محمد زهير المشارقة:«لقد كان الباعث الأساسي على الغزو عند العرب في الجاهلية وما تلاها من عصور هو حبّ الكسب والحصول على الغنائم التي هي قوام عيشهم أو الثأر والانتقام. 1
فالغنيمة هي الباعث الرئيس لهم على شنِّ الحرب والدخول في القتال مع القبائل الأخرى الآمنة ، وإغارة بعضهم القوي على بعضهم الضعيف؛ ليسلبه ماله، أو الإغارة على قوافل مسافرة للحج والزيارة أو التجارة، دون قانون يحكمهم أو وازع أخلاقيٍّ يمنعهم، ويستحوذ أيُّ مقاتل منهم على ما يحصل عليه من الغنائم، ثمَّ تغير الأمر إلى أنَّ قبائل العرب في الجاهلية إذا حاربت وانتصر بعضها على بعض؛ أخذَت الغنائم، وكانت عندهم تتألف من الإبل والخيل والأغنام والسلاح المكّون من الرمح والسيف والسهام، وكذا بيوت الشعر وما فيها... ووزَّعَتْها على المحاربين، إلا حصة يحظى بها زعيم القبيلة، ففي قول:إنهم كانوا في الجاهلية إذا غزا بعضهم بعضاً، وغنموا، أخذ الرئيس أو القائد ربع الغنيمة خالصاً دون أصحابه، أو تطلق يده في الغنائم حتى يرضى، وهي تشكل أجزاءً كبيرةً يستأثر بها ولا يجرؤ أحدٌ السؤال عنها، ولهذا قال الشاعر:
لَكَ الْمِرْباعُ مِنْها والصَّفَايا
وَحُكْمُكَ وَالنَّشِيطَةُ وَالْفُضُولُ