٢۶وكذا الغنائم والفيء والنفل على كلام في أنَّ هذه الثلاثة واحدة أو مختلفة كما يأتي، وإن اخترتُها دون غيرها، إلاّ أنَّ الغنائم احتلّت المجال الأكبر في هذه المقالة لما لها من الأهمية والآثار الخطيرة في بعض فصولها على الساحة يومذاك.
إنَّ الغنائم تعدُّ قديماً وحديثاً نتيجةً من نتائج أي معركة، فهناك أموال وهناك أسلحة وقد يكون هناك أسرى وسبايا تتخلف من طرفي القتال، يفوز بها عادةً المنتصر؛ قد تعوض ما خسره في الإعداد للمعركة، وقد تدفع المقاتلين غالباً للاستبسال، وهكذا هو القتال وقانونه وأحكامه تستباح فيه النفوس، وتسفك فيه الدماء، وتنتهك فيه الأعراض، وتصادر الأموال، ويتحول الواقع فيه إلى فوضى، لا مكان فيه لقيم ولا مبادئ، تتحكم فيه إرادة المقاتلين وأهواؤهم و.. وبالذات حين يبتعد أو يخلو من شرائع السماء وأخلاقها وآدابها، وبالتالي فالغنم للمنتصر فيها والغرم على المنهزم.. وهكذا حتى شكلت الغنائم عنصراً هاماً بل ورئيسياً في حياة الغزاة، حين جعلها مورداً للعيش والتسلط والانتقام..
وإنسان الجزيرة العربية والصحارى لا يختلف عن بقية الشعوب في السعي لتحقيقها، ولو عبر وسائل في أغلبها غير مشروعة كالغزو والسلب والسرقة بالقوة، والسطو واللصوصية.. وكلها تنطلق من نظرتهم إلى القتال، التي يمكننا تلخيصها، أنه لا فقط مثار تفاخر بينهم، وثأر وتشفٍّ، بل هو وسيلة لجمع الغنائم مالاً وأسرى وسبايا، يعيش بها فريق ويثرى،