23لقد سبقت هذه الآية، آيات عديدة، كانت تتضمن أموراً كلّها تعالج مسألة هؤلاء المشركين.
وهذه الآيات هي: 17- 19 التوبة؛ التي جاءت بعد أن أمر الله سبحانه بقتال المشركين وقطع العصمة والموالاة عنهم؛ لتسجل رفضاً لوجودهم في المسجد الحرام، عمارةً له أو سقايةً للحاج، أو ولايةً عليه، وهي بلا شك تعدُّ مكارمَ لأهل مكة، راحوا في الجاهلية وحتى نزول سورة براءة وتبليغها، يتشرفون ويتفاخرون بها، لكنها مناقب يستحقها المؤمنون دون غيرهم، وهو ما بيّنته الآيات القرآنية وغيرها؛ ولتصرح أنَّ المشركين غير مؤهلين حتى مجرّد القرب من حدود الحرم، فضلاً عن دخوله والمسجد الحرام والقيام عليه؛ ولهذا منعوا عنه، وقد تحقق هذا كلُّه عبر أساليب اتخذها التنزيل العزيز، منها:
أولاً: بنفي عمارتهم له:
(مٰا كٰانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسٰاجِدَ اللّٰهِ شٰاهِدِينَ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمٰالُهُمْ وَ فِي النّٰارِ هُمْ خٰالِدُونَ* إِنَّمٰا يَعْمُرُ مَسٰاجِدَ اللّٰهِ مَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ أَقٰامَ الصَّلاٰةَ وَ آتَى الزَّكٰاةَ وَ لَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّٰهَ فَعَسىٰ أُولٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ* أَ جَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ الْحٰاجِّ وَ عِمٰارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ