15ومنه يعلم الجواب عن كثير من الأوصاف التي هي من شؤون الإنسان، كالمكر والمخادعة والاستهزاء، ولايمكن وصفه بها سبحانه، ومع ذلك فقد أطلقت عليه سبحانه في غير واحدة من الآيات، منها:
قوله سبحانه: ( وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللّٰهُ وَ اللّٰهُ خَيْرُ الْمٰاكِرِينَ) . 1
وهكذا قوله: ( إِنَّ الْمُنٰافِقِينَ يُخٰادِعُونَ اللّٰهَ وَ هُوَ خٰادِعُهُمْ) . 2
وقوله سبحانه حاكياً عن المنافقين: ( قٰالُوا إِنّٰا مَعَكُمْ إِنَّمٰا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ اَللّٰهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيٰانِهِمْ يَعْمَهُونَ) . 3
ومن المعلوم أنّ المكر والخديعة حرفة العاجز، والاستهزاء عمل النوكى، غير أنّ وجه وصفه سبحانه بهذه الأفعال إنما هو لأحد أمرين:
1- إمّا رعاية للمشاكلة في الكلام، حيث إنّ القائل وصف عمله مكراً واستهزاءاً، والله يعبّر عن ردّ مكرهم وابطال استهزائهم بنفس عبارة القائل، وهذا من المحسّنات الكلامية؛ قال الشاعر: