27الّتي أراكم تَعْبدون؟ قالوا له: هذه أصنْام نعبدها، فنَسْتمطرها فتُمْطرِنا، وَنسْتَنْصرها فَتَنْصرنا؛ فقال لهم: أفلا تُعْطُونني منها صَنماً، فأسيرَ به إلى أرض العرب، فيعبدوه؟ فأعطَوْه صَنماً يقال له هُبَل، فقدم به مكَّة، فَنَصَبه وأمَر الناس بعبادته و تعظيمه. 1
فإذا كان الإمطار عند الجفاف والإنصار في الحروب والشدائد من شؤون الإله المزعوم، فيكون المتبادر منه هو نفس ما يتبادر من لفظ الجلالة، مجرّداً عن العلَمية.
العاشر: الإله في كلام الإمام علي(ع)
وممّا يؤيد ما ذكرناه من عدم الفرق بين الإله، ولفظ الجلالة إلاّ بالكلّية والجزئية، كلام الإمام أمير المؤمنين(ع) في نقد كون كلامه سبحانه قديماً، بأنّه لو كان كذلك، لكان إلهاً ثانياً. وإليك نصّه:
«يَقُولُ لِمَنْ أرَادَ كَونَهُ كُنْ فَيَكُونُ لا بصَوْتٍ يَقْرَعُ وَ لا بنِدَاءٍ يُسْمَعُ وَ إنَّمَا كَلامُهُ سُبْحَانَهُ فِعْلٌ مِنْهُ أنْشَأهُ وَ مَثَّلَهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ كَائِناً وَ لَوْ كَانَ قَدِيماً لَكَانَ إلَهاً ثَانِياً». 2