41
2. علم الأئمة (عليهم السلام) بالغيب
لاشكّ أنّ العلم بالغيب علماً ذاتياً غير مكتسب وغير محدّد بحدٍّ، يختصّ بالله سبحانه، ولكن لامانع من أن يُعلِّم سبحانه شيئاً من الغيب لبعض أوليائه فيخبر عن الملاحم لأجل كونهم محدّثين، والمحدّث يسمع صوت الملك ولا يراه، وهو ليس أمراً بديعاً في مجال العقيدة، فقد رواه البخاري في صحيحه عن أبي ريرة، قال النبي صلى الله عليه وآله: «لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يُكلّمون من غير أن يكونوا أنبياء. . .» .
وقد تضافرت الروايات عن النبي صلى الله عليه وآله، في حقّ المحدّثين، فأئمة أهل البيت (عليهمالسلام) عند الشيعة من المحدَّثين، فأي إشكال في ذلك؟ وهل هو يوجب مشاركتهم الله في علم الغيب؟ ! وأين العلم بالغيب مكتسباً من الله محدوداً بحدّ خاص، من علمه الواسع غير المكتسب ولا المحدود؟
3. التقيّة من المسلم
وممّا يخطِّئون به الشيعة هو تقيّتهم من المخالف المسلم، مع اختصاص التقية بالكافر، مع أنّه أمر صرّح بجوازه غير واحد من أئمة السنّة.
قال الرازي في تفسير قوله سبحانه: إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ، : ظاهر الآية على أنّ التقية إنّما تحلّ مع الكفّار الغالبين، إلاّ أنّ مذهب الشافعي أنّ الحالة بين المسلمين إذا شاكلت الحالة بين المسلمين والكافرين حلّت التقيّة محاماة عن النفس.
وقال ابن الوزير اليمانيّ، في كتابه «إيثار الحقّ على الخلق» ما هذا نصّه: وزاد الحق غموضاً وخفاءً أمران: أحدهما: خوف العارفين - مع قلّتهم - من علماء السوء وسلاطين الجور وشياطين الخلق مع جواز التقيّة عند ذلك بنصّ القرآن، وإجماع أهل الإسلام، وما زال الخوف مانعاً من إظهار