39ومن المعلوم أنّ الإقرار بهما كان يلازم الإقرار بيوم الجزاء، ولم يكن رسول الله يسأل أحداً عن سائر الأُمور الكلامية الّتي ظهرت بعد رحلته صلى الله عليه وآله، وتداولتها ألسن المحدِّثين والمتكلِّمين، وما ذلك إلاّ لأن هذه المسائل لا تمتّ إلى جوهر الإيمان وقوامه بصلة، وإن كان الحق في كلّ مسألة في وجه واحد.
كان الناس يحضرون عند رسول الله صلى الله عليه وآله، زرافات ووحداناً، ويتشرّفون بالإسلام بكلمتين أو بكلمة واحدة (تلازم الكلمتين الأُخريين) ، ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله، يسألهم عن المسائل التالية:
1. هل أنت تعترف بأنّ صفاته سبحانه عين ذاته أو زائدة عليها؟
2. هل أنت تعترف بأنّ الصفات الخبرية في القرآن كالرجل واليد بنفس معانيها، أو هي كناية عن معان أُخرى؟
3. هل أنت تقول بأنّ القرآن قديم أو محدث؟
4. هل أنت تعترف بأنّ أفعال العباد مخلوقة لله أو لا؟
5. هل أنت تعتقد بعصمة الأنبياء قبل البعثة أو بعدها؟
6. هل أنت تعتقد برؤية الله في الآخرة؟
إلى غير ذلك من عشرات الأسئلة، الّتي صارت ذريعة لتكفير المسلمين، بسبب الاعتقاد بهذه المسائل خصوصاً الصفات الخبرية وحدوث القرآن وقِدَمه أو رؤية الله تعالى يوم القيامة.
وأخيراً صارت عدّة مسائل كلامية ذريعة للتكفير أحدثها محمد بن عبدالوهاب إمام الفرقة الوهابية نظير:
1. التوسّل بالأولياء وطلب الشفاعة منهم.
2. البناء على القبور الّذي وصفوه بالوثنية.
وغير ذلك من المسائل الكلامية أو الفقهية الّتي لا تناط بالإيمان والكفر، ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله، يسأل عنها كلّ مَن يدخل في حظيرة الإيمان، بل كان يصهر الجميع في بوتقة واحدة ويدخلهم في خيمة الإسلام والإيمان.
وممّا زاد في الطين بلّة، أنّهم يفترون على الشيعة أُموراً مكذوبةً، ثم يكفِّرونهم بها، نظير:
1. تأليه الشيعة لعلي وأولاده، وأنّهم يعبدونهم ويعتقدون بألوهيتهم.