98* عدم صحة التوجه نحو الكعبة، لو فرض انهدام بنائها، وحتى لو قلنا: إنّ البناء إذا انهدم فإنه يعاد ببناء جديد، لأنّ هذا البناء الجديد - قطعاً - غير البناء القديم الذي أمرنا بالتوجه نحوه.
* بطلان صلاة كلّ من أهل البلاد المرتفعة عن المنطقة التي فيها بناء الكعبة؛ لأنّه أي بناء الكعبة أخفض منها، اللهم إلّاأن يؤدي المكلف صلاته منكوساً وهو أمر غير ممكن. وأهل البلاد المنخفضة عن منطقة بناء الكعبة؛ لعدم قدرة المكلف أن يؤدي صلاته إلّاأن يصلي مستلقياً على ظهره وهذا كالأول غير متيسر. .
وهذه الأمور - وقد يكون هناك غيرها - جعلت الحاجة ماسة الى الأخذ بالقول:
الثاني: أن القبلة هي الكعبة ولا شك في ذلك ولا ريب، ولكن ليس خصوص البناء، الذي يشكّل الكعبة، بل المراد من الكعبة هنا الأوسع والأشمل من البنية نفسها، وهو ما يشكّل الامتداد ما بين السماء والأرض «من تخوم الأرض الى عنان السماء» فالفضاء المذكور هو القبلة، ولئن عبر عنه بالكعبة فالمراد مكانها بامتداده المذكور عمقاً وارتفاعاً.
أما عرضها فهو بين 20 - 25 ذراعاً من جهاتها الأربع.
وقد يرد هنا هذا الإشكال: بما أن طول كلّ جدار بين 20 - 25 ذراعاً - إذا لم نأخذ بقول من يقول: إنّ حجر إسماعيل كلّه 5/16 ذراع أو بعضه من البيت 6 - 7 أذرع -، فيلزم من هذا بطلان صلاة بعض المصلين الذين يزيد عددهم على المقدار المذكور. . ، ومنشأ هذا الإشكال هو الاعتقاد بما يسمى بالمواجهة الدقّية: وهنا لابدّ لنا من الحديث عن موضوعين مهمّين بهما سيندفع هذا الإشكال أو التساؤل:
الأول: الاستقبال العرفي:
إنّ المراد بالقبلة هي الكعبة وإنما ذكرت الآيات المسجد الحرام من باب ذكر العام وإرادة الخاص، ذَكَر المسجدَ الحرام وأراد الكعبة، التي هي أشرف أجزائه،