97*. . . فقلت: أكان يجعل الكعبة خلف ظهره؟ فقال: أما إذا كان بمكّة فلا، وأما إذا هاجر الى المدينة فنعم، حتىٰ حوّل الى الكعبة.
*. . . عن أبي عبداللّٰه عليه السلام: إنّ اللّٰه بعث جبرئيل الىٰ آدم، فنزل غمام من السماء فأظل مكان البيت، فقال جبرئيل: يا آدم، خطّ برجلك حيث أظلّ الغمام، فإنه قبلة لك ولآخر عقبك من ولدك.
*. . . قال النبيُّ صلى الله عليه و آله: لن يعمل ابن آدم عملاً أعظم عند اللّٰه عزّوجلّ من رجل قتل نبيّاً، أو هدم الكعبة التي جعلها اللّٰه عزّوجلّ قبلةً لعباده. . .
* وعند نزول آية تحويل القبلة. . . ثم أخذ (جبريل) بيد النبيّ صلى الله عليه و آله فحوّل وجهه الى الكعبة. . .
*. . . في احتجاج النبيّ صلى الله عليه و آله على المشركين: قال: . . . فلما أمرنا أن نعبده بالتوجه الى الكعبة أطعناه، . . . 1فالكعبة هي القبلة كما هو واضح من هذه الروايات. . .
ولمخالفته لاتفاق فقهاء المسلمين على أن الكعبة قبلة جميع المسلمين إما عيناً لمن كان قريباً منها، وإما جهةً لمن كان بعيداً عنها. ولمخالفة ذلك للأمور البديهية عند المتشرعة والتي يلهج بها لسان كلّ إنسان مسلم صغيراً كان أم كبيراً، عالماً كان أم جاهلاً، ولما تعارف عليه الناس في وصاياهم وفي دفن موتاهم من أن القبلة هي الكعبة وليس غيرها، ولا أظنّ إنساناً ما يقول: إنّ الجهة أو المسجد الحرام قبلتي أو إن الحرم قبلتي علىٰ نحو الحقيقة، ولم نسمع بهذا أبداً. بل قد يُسخر ممن يقول مثل ذلك إلّاعلىٰ نحو التجوز بوجود الكعبة فيها.
ومع هذا الاتفاق على أن الكعبة هي القبلة، وقع الخلاف بينهم في المقصود بعين الكعبة، وظهر في ذلك قولان:
الأول: أن القبلة هي بناء الكعبة نفسها بشكلها وجدرانها وأركانها الأربعة، وهي بالتالي القبلة التي يجب علينا التوجه نحوها، ولو أخذنا بهذا القول فلازمه: