91علىٰ أصحّ الأقوال أو القصد أو النصف على قولٍ لا يخلو من ضعف فقد يمكننا أن نقول: إن هذه الكلمة مع ما أضيف إليها شطر المسجد الحرام شطره تشكل لنا القبلة بدليل الآية نفسها: . . فلنولينك قبلةً ترضاها فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام. . فالقبلة التي يرتضيها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أن يولي وجهه شطر المسجد الحرام، وبالتالي فالقبلة تساوي شطر المسجد، وشطر المسجد يساوي القبلة، التي وإن اختلف المراد منها على أقوال إلّاأن الصحيح وعليه العمل أن القبلة هي الكعبة حقيقة، وبكلام أكثر دقة هي المكان الواقع فيه البيت (الكعبة) الممتد من تخوم الأرض الى عنان السماء، ولكن نظراً للإحراج الذي يتركه التكليف باستقبال الكعبة عيناً للبعيد عنها وهو - قطعاً حرج عظيم وعسر أعظم، ورفعاً لهذا وذاك كان التوجه نحو الجهة، التي تقع فيه الكعبة أمراً مطلوباً ولا سيما أن التكليف باتخاذ الكعبة قبلة يوم كان المسلمون جميعهم فى المدينة وهي البعيدة عن مكة، ويوم كان التوجه أو الاستقبال نحو البيت المقدس، وحكم البعيد جهة الكعبة لا عينها، وهو ما عليه كلّ المفسّرين، ولا يقدح في هذا ما تفرد به أبو علي الجبائيوتبعه القاضي، ولم أجد فيما تيسر لي من تفاسير من اعتني بما ذهب إليه الاثنان، إلّاالشعراوي وقد أوضحنا رأيه، علماً بأنه تكليف يتسم بالعسر وهويتنافى مع الشريعة، التي وصفت بأنها السهلة السمحاء، وأنى لنا من إصابة المسجد نفسه فضلاً عن مركز الكعبة أو نصفها. . ؟ !
ولزيادة الفائدة ننقل هنا ما قاله الراوندي في فقه القرآن - باب الزيادات - مسألة:
«شطر المسجد الحرام» نحوه، وقرأ أبي: تلقاء المسجد الحرام. «وشطر» نصب على الظرف أي اجعل تولية الوجه تلقاء المسجد الحرام أي في جهته وسمته؛ لأن استقبال عين الكعبة فيه حرج عظيم على البعيد، وذكر المسجد الحرام دليل على أن الواجب مراعاة الجهة دون العين، فعلى هذا، الكعبة قبلة من كان في