73عظمة وفخراً؛ لكونه أحد أكبر وأعظم أئمة الدين، والشخصية العلمية الفذّة، التي تمكّنت من الإجابة عن كثير من التساؤلات، ومختلف المسائل العلمية في زمانه.
وبدأ السيوطي بتأييد نظرية الفخر الرازي، وذلك ببيانه لعدّة أدلّة عقلية ونقلية، مورداً بعض الأحاديث عن البخاري والبيهقي وأبي نعيم ومحدّثين آخرين محاولاً إثبات صحة هذا الموضوع، وبالإشارة الى الأدلة التي أوردها الشهرستاني والماورديّ 1.
هذا وقد قام بعض علماء أهل السنة بتصنيف الكثير من الكتب والمؤلفات حول مسألة إيمان أجداد الرسول صلى الله عليه و آله ووالديه، وينفرد السيوطيّ وحده بمؤلفاته الأربعة حول هذا الموضوع وهي:
1 - الدرج الرّفيعة في الآباء الشريفة.
2 - المقاصد السّندسيّة في النسبة المُصطفويّة.
3 - التعظيم والمنّة بأنّ أبوي رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في الجنّة.
4 - السّبل الجليّة في الآباء العليّة 2.
نظرة عُلماء الشيعة:
إنَّ مسألة إيمان والدي الرسول صلى الله عليه و آله، كما أشرنا إلى ذلك سابقاً، وطهارتهم بل وقداسة ولادة جميع الأنبياء هي من المُسلّمات بل من السّمات البارزة في عقيدة الشيعة.
يقول الفخر الرازي: «قالت الشيعة: إنَّ أحداً من آباء الرسول وأجداده ما كان كافراً. . .» 3.
وكلام الرازيّ هذا دليل واضح علىٰ عقيدة الشيعة واتفاق علمائهم حول هذا الموضوع، بل إنَّ هذا الأمر كان نفسه جزءاً من عقيدة أهل السّنة ومن المسلمات عندهم.
يقول المجلسيّ رحمه الله: اتّفقت الإمامية - رضوان اللّٰه عليهم - علىٰ أنَّ والدي الرسول وكلّ أجداده الىٰ آدم عليه السلام كانوا مسلمين، بل كانوا من الصّديقين: إمّا أنبياء مرسلون أو أوصياء معصومون، ولعلَّ بعضهم لم يُظهر الإسلام لتقيّة أو لمصلحة دينيّة 4.
الأدلّة:
تتّسم الكتب الكلامية وكتب