72والأصلاب الطّاهرة حتىٰ استقراره في صُلب عبداللّٰه الموحِّد وَرَحِم آمنة المؤمنة مقتصرة عليه صلى الله عليه و آله وحده، بل إنَّ الأنبياء الآخرين يمتلكون مثل هذهالخصوصية أيضاً إذ وُلِدوا جميعهم من أبوين طاهريين.
نظرة عُلماء أهل السنّة:
لجلال الدين السيوطي، صاحب تفسير «الدرّ المنثور» ومؤلّف كتب كثيرة أخرىٰ، وأحد الشخصيات العلمية الموثوقة عند أهل السنّة، بحث طويل ومُسهب، نوجزه هنا:
يقول السيوطي في بحثه المذكور: لقد ثبت أنَّ أجداد النبيّ واُمّه وأباه، الذين كانوا حُنفاء علىٰ دين جدهم إبراهيم عليه السلام ويعملون بشرائعه، كما كان الحال مع كثير من الأشخاص في جزيرة العرب من أمثال ورقة بن نوفل وزيد بن عمر بن نفيل، الذين كانوا موحّدين يعبدون اللّٰه وحده.
ويضيف السيوطي قائلاً: تعتقد مجموعة من علمائنا ومنهم الإمام فخر الرازي بهذا الرأي، وقد أورد عدّة أدلّة في تفسيره «أنوار التنزيل» علىٰ ذلك منها الآية: الذي يراكَ حين تقوم * وتقلّبكَ في الساجدين 1. يقول الفخر الرازي، (والكلام للسيوطيّ) : «يعتقد المفسّرون أنّ المراد من الآية الشريفة وتقلّبكَ في الساجدين ، انتقال نطفة الرسول صلى الله عليه و آله من صُلب الساجدين والموحّدين والمعترفين بوحدانية اللّٰه واحداً بعد آخر. وهذه الآية دليل واضح علىٰ أنَّ جميع آباء النبيّ صلى الله عليه و آله كانوا موحّدين وحُنفاء لم يسجدوا إلّاللّٰهولم يعبدوا إلّاإيّاه» .
كما في قوله صلى الله عليه و آله: «لم أزَلْ اُنقلُ من أصلاب الطاهرين إلىٰ أرحام المطهّرات» .
وجاء في القرآن الكريم كذلك: إنّما المشركون نجسٌ فلو كان أجداد النبيّ صلى الله عليه و آله وجدّاته مشركين، لما كانَ صلى الله عليه و آله أيَّدَ طهارتهم وأوثق عِفّتهم.
ثم قال السيوطي بعد نقله لأدلّة أُخرىٰ عن الفخر الرازي:
إنَّ الفخر الرازي بإيمانه واعتقاده بقداسة وطهارة أجداد الرسول صلى الله عليه و آله وببيانه لهذه الأدلة، إنّما يضفي بذلك