63الأخلاقية أو التاريخية.
والأمر كذلك حين نتّجه إلى نصوص المعصومين عليهم السلام، حيث نجد أن الإمام عليّاً عليه السلام مثلاً، يتناول ظواهر علمية تتصل بنشأة الكون وفق لغة فنّية تعتمد عناصر إيقاعية (كالسجع أو التجنيس أو توازن العبارة. . .) وعناصر صورية (كالتشبيه أو الاستعارة أو الرمز. . .) .
طبيعياً، السياق هو الذي يحدّد فيما إذا كانت اللغة العلمية أو الفنّية أو اللغة الملفّقة بينهما، هي اللغة الأشدّ تأثيراً في المتلقي، وهو أثر لا يفسح لنا المجال الآن بتفصيل الكلام عنه، بقدر ما تجدر الإشارة إليه فحسب. .
* * *
في ضوء هذه الحقائق يمكننا أن نتّجه إلى بعض النصوص القرآنية الكريمة «بالنسبة إلى إحدى الممارسات العبادية، وهي الحجّ» لملاحظة (اللغة الفنّية) التي يستخدمها النصّ في هذا الميدان.
ومن البين أنّ اللغة الفنّية تعتمد جملة عناصر لفظية وإيقاعية وصورية وبنائية. . . ، إلّاأننا نكتفي بأحد العناصر وهو عنصر «الصورة» . . .
أي: العبارة المركّبة التي ترصد العلاقة بين ظاهرتين؛ لاستخلاص ظاهرة ثالثة، وهذا كالتشبيه والاستعارة والتمثيل والرمز. . . .
ونقف أوّلاً مع: قوله تعالى: ( الحجُّ أشهر معلومات فَمن فرضَ فيهن الحجَّ فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحجّ وما تفعلوا من خير يعلمه اللّٰه وتزودوا فإنّ خير الزاد التقوى واتقون يا أُولي الألباب) 1.
( فإذا قضيتُم مناسككم فاذكروا اللّٰه كذكركم آباءَكم أو أشدّ ذكراً. . .) 2.
( حُنفاء للّٰهغيرَ مشركين به ومَن يُشرك باللّٰه فكأنّما خرّ من السماء فَتَخطَفُهُ الطيرُ أو تهوي به الريحُ في مكانٍ سحيق) 3.
النصوص المتقدّمة تتضمّن مجموعة من (الصور) : الاُولى منها نطلق عليها