62
لمحات فنيّة من آيات الحجّ
د. محمود البستاني
يُلاحَظ: أنّ النصّ القرآني الكريم يعتمد ثلاثة أنماطٍ من التعبير:
التعبير العلمي. التعبير الفنّي. التعبير الذي يلفّق بينهما. . .
وإذا أخذنا بنظر الاعتبار أنّ التعبير العلمي يتناول المعرفة الإنسانية والطبيعية البحتة، بما أنّها حقائق تعتمد الملاحظة والعرض والاستدلال العقلي (أي: اللغة التي تعتمد المنطق والأرقام، التي لا تتدخل فيها عناصر الخيال أو العاطفة) حينئذٍ فإنّ التعبير الفنّي يظلّ على عكسه تماماً حيث يعتمد اللغة التخيلية والعاطفية. . . هذا في نطاق التجربة البشرية. . .
وأمّا في نطاق النصّ الشرعي (كالقرآن الكريم ونصوص المعصومين عليهم السلام) فإنّ اللغات الثلاث (اللغة العلمية، اللغة الفنّية، اللغة الجامعة بينهما) تجد سبيلها في النصّ المشار إليه. وبمقدورنا ملاحظة ذلك في الظواهر التي يتناولها القرآن الكريم، حيث يتناول الظواهر الفيزيائية أو الكيميائية وغيرهما من المعرفة (الطبيعية) بلغة (الفن) في بعض النصوص، والأمر كذلك حيث يتناول الظواهر العقائدية أو