32
الخاتمة
«فهي في ذكر صفة الأماكن الشريفة المطهرة غير المشاعر العظيمة، منها المولد الشريف السيد البشر وشفيع المحشر، والمولد الشريف لسيدة النساء. والحَجَر الذي فيه علامة مرفقه صلى الله عليه و آله. والجبّانتان المعلّى والشبيكة» .
اِعلم يا أخي هداني اللّٰه وإياك أنّ المولد الشريف لسيد البشر، والشفيع في المحشر، هو روضةٌ عالي البناء مزخرفٌ، له بابان وله محرابٌ في الركن القبلي، ومسقط رأسه صلى الله عليه و آله قريبٌ منه، وهو حفرة صغيرة، عليه قبّة عود مربعة صغيرة، مفرجة الجوانب، عليها كسوة كتانٍ، شُغل الإبرة، قطع ووصل عجيب 1.
وأما مولد أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغُرّ الُمحجَّلين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في المكان الذي هو مشهورٌ بمكّة فغلطٌ؛ لأن مولده الشريف نفس الكعبة الشريفة 2، ذكره أبو منصور الطبري في كتاب (إعلام الورى) 3هكذا:
«ولد أمير المؤمنين عليه السلام بمكّة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر اللّٰه الأعظم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة، ولم يولد قطّ في بيت اللّٰه تعالى مولودٌ سواه، لا قبله ولا بعده، وهذه فضيلةٌ خَصّه اللّٰه تعالى بها إجلالاً لمحلّه ومنزلته، وإعلاءً لرتبته. وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وكانت من رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بمنزلة الاُمّ، وربيّ في حجرها، وكانت من سابقات المؤمنات الى الإيمان، وهاجرت معه الى المدينة، وكفّنها في قميصه يدرأ به عنها هوامَّ القبر، وتوسّد في قبرها؛ لتأمن بذلك من ضغطة القبر، ولقّنها الإقرار بولاية ابنها - كما اشتهرت - فكان أمير المؤمنين عليه السلام هاشميّاً من هاشميين، وأوّل من ولده هاشم مرتين» .
وأمّا مولد سيدة نساء العالمين، البتول 4، اُمّ الأئمة النقباء النجباء فاطمة الزهراء عليها السلام فهو روضة عليه