275كانوا من الصرحاء، ويسمى هؤلاء بالخلعاء (مفردها خليع ويطلق عليه ايضا اسم لعين) .
والخَلْع في المجتمع القبلي شبيه باسقاط الجنسية عن المواطن في عصرنا الحاضر، ويجري الخلع لأسباب:
1 - إذا قتل فرد ما شخصاً آخر من قبيلة، ورفض ذوو المقتول قبول الدية، عندئذ تصبح القبيلة، بشخص زعيمها مضطرة لقتل القاتل، أو خلعه حفاظاً على وحدة القبيلة.
2 - لما كانت القبيلة مسؤولة عن أعمال أفرادها، تضطر أحيانا الىٰ خلع من يسيء منهم اليها، بكثرة اعتدائه وجرائره ضد القبائل الأخرى، التي تَحْملُها أفعاله على شن الغارات الثأرية ضدها مفضلة أن تضحي بفرد بدلاً من جماعات منها.
3 - وتخلع القبيلة كلّ من يلحق بها العار بأعماله اللاأخلاقية والمشينة، التي تعتبرها لوثة في جبينها.
يذاع الخلع بطرق عديدة في المواسم والأسواق بالمناداة أو الكتابة. وكان الرجل يأتي بابنه الى المواسم ويقول: «ألا إني قد خلعت ابني هذا فإن جُرَّ (أي أخذ بجريرة) لم أضمن، وإن جُرَّ عليه (أي قتل) لم أطلب» 1فلا يؤخذ الأب بجرائر ابنه الخليع. ومن وقتها تصبح قبيلته في حلّ من أعماله، وتسقط حقوقه عليها، ويحرم عليه البقاء فيها، فيذهب ملتجئاً الىٰ غيرها.
وأما إذا كانت شروره ومآثمه كثيرة فنادراً ما يلقى مجيراً ويصبح الأمر خطيراً بالنسبة إليه، إذ يجد نفسه في موقف حرج ووضع شاذ 2.
وقد يتكتل الخلعاء، ويطلق عليهم أيضا اسم (ذُؤبان العرب) بضروب من الشجاعة والإقدام وعدم المبالاة بالحياة، بحيث كان بعض الرؤساء والزعماء يستخدمونهم للفتك بخصومهم، وقد انضم قسم منهم الىٰ امرىء القيس الشاعر الكندي عندما نهض مع قبيلة بكر للأخذ بثأر أبيه من قبيلة أسد.