235أفضل ما بلغنا عن الجاهليّين من آثار أدبية 1.
والناظر إلى المعنيين اللغوي والاصطلاحي يجد العلاقة واضحة بينهما، فهي قصائد نفيسة ذات قيمة كبيرة، بلغت الذّروة في اللغة، وفي الخيال والفكر، وفي الموسيقى وفي نضج التجربة، وأصالة التعبير، ولم يصل الشعر العربي الىٰ ما وصل إليه في عصر المعلّقات من غزل امرئ القيس، وحماس المهلهل، وفخر ابن كلثوم، إلّا بعد أن مرّ بأدوار ومراحل إعداد وتكوين طويلة.
وفي سبب تسميتها بالمعلّقات هناك أقوال منها:
لأنّهم استحسنوها وكتبوها بماء الذهب وعلّقوها على الكعبة، وهذا ما ذهب إليه ابن عبد ربّه في العقد الفريد، وابن رشيق وابن خلدون وغيرهم، يقول صاحب العقد الفريد: «وقد بلغ من كلف العرب به (أي الشعر) وتفضيلها له أن عمدت إلى سبع قصائد تخيّرتها من الشعر القديم، فكتبتها بماء الذهب في القباطي المدرجة، وعلّقتها بين أستار الكعبة، فمنه يقال: مذهّبة امرئ القيس، ومذهّبة زهير، والمذهّبات سبع، وقد يقال: المعلّقات، قال بعض المحدّثين قصيدة له ويشبّهها ببعض هذه القصائد التي ذكرت:
برزةٌ تذكَرُ في الحس
أو لأنّ المراد منها المسمّطات والمقلّدات، فإنّ من جاء بعدهم من الشعراء قلّدهم في طريقتهم، وهو رأي الدكتور شوقي ضيف وبعض آخر 3. أو أن الملك إذا ما استحسنها أمر بتعليقها في خزانته.
هل علّقت على الكعبة؟
سؤال طالما دار حوله الجدل والبحث، فبعض يثبت التعليق لهذه القصائد على ستار الكعبة، ويدافع عنه، بل ويسخّف أقوال معارضيه، وبعض آخر ينكر