221لنا بلَبن، فجعلوا يبنون ورسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يعاطيهم اللَّبن علىٰ صدره، ما دونه ثوب، وهو يقول:
اللهم، إنّ العيشَ عيشُ الآخرة
فاغفر للأنصار والمهاجرة
فمرّ عمار بن ياسر، فجعل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ينفض التراب عن رأسه ويقول: ويحك يا بن سمية، تقتلك الفئة الباغية.
لقدكان عمار الىٰ جوار رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله الذي كان هو الآخر يحمل الحجارة معهم، ويومها كان عمار يرتجز ويقول:
نحن المسلمون نبتني المساجدا
ورسولُ اللّٰه صلى الله عليه و آله يردّد مع المسلمين: المساجدا.
و راح عمار ينشد ما كان ير تجزبه عليّ عليه السلام:
لا يستوي من يعمر المساجدا
يظلّ فيها راكعاً وساجداً
أو: يدأب فيها قائماً وقاعدا
ومن تراه عانداً معانداً
عن الغبار لا يزال حائداً
أو: من يُرى عن الغبار حائدا
يقول ابن هشام في سيرته: . . . فدخل عمار وقد أثقلوه باللبن. فقال يا رسول اللّٰه: قتلوني، يحملون عليَّ ما لا يحملون.
وعن مجاهد: رآهم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وهم يحملون الحجارة علىٰ عمار، وهو يبني المسجد، فقال: ما لهم ولعمار، يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار، وذلك فعل الاشقياء الأشرار.
كما كان ممّن شهدوا بيعة الحديبية التي تمّت تحت الشجرة & المعروفة وهي شجرة السمرة، وسميت هذه البيعة ببيعة الرضوان، وجاءت هذه التسمية من الرضا الوارد في الآية النازلة فيها: لقد رضي اللّٰهُ عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ومغانم كثيرة يأخذونها وكان اللّٰهُ عزيزاً حكيماً. . . 1.
وكما كان عمار من السابقين الىٰ اعتناق الإسلام، كان من المبادرين إلى الاشتراك في معارك الإسلام الكبرىٰ، فشهد بدراً فنال بذلك وسام البدريين وأحداً والخندق ومعركة حنين كما لم