176تشترك فيه» 1.
وللحج في الجاهلية مظاهر خاصّة من أعمال وحركات عابثة وأفعال لا معنى لها؛ لأنّها رموز وشعائر ومناسك مقتبسة وغير مقتبسة وتلبيات، دون حضور قلب وهدىٰ، بل حضور هوىٰ وعصبية قبلية، ومحبّة وإخلاص للأصنام التي لا تنفع ولا تضرّ ولا تعي ولا تسمع ولا تغني عنهم شيئاً.
«والواضح الذي لا شكَّ فيه: أنّ الوثنيين قد اتخذوا بما أوحىٰ إليهم الشيطان، معابد وهياكل يحجّون إليها. ليس العرب وحدهم ولا في القديم فقط، بل الناس هذا شأنهم حين تغلب عليهم الجاهلية، ويُشرعون من الدين ما لم يأذن به اللّٰه. فقد أقاموا من قبور أوليائهم ومن تماثيل معظميهم الذين غلوا فيهم، فأعطوهم الآلهية، ما يحجّون إليه كلّ عام ولجدِّها إبراهيم عليه السلام، وتمسّكاً بهديه، وحفظاً لأنسابها، وكان آخر من حجّ منهم ساسان بن بابك وهو جدّ أردشير بن بابك، وهو أوّل ملوك ساسان وأبوهم الذي يرجعون إليه. . . فكان ساسان إذا أتى البيت طاف به وزَمْزَمَ على بئر إسماعيل» 2.
وقد افتخر بعض شعراء الفرس بعد ظهور الإسلام بذلك، فقال:
وما زلنا نحجُّ البيتَ قِدْما
وقال المسعودي أيضاً: «وكانت الفرس تهدي إلى الكعبة أموالاً في صدر الزمان، وجواهر، وقد كان ساسان بن بابك هذا أهدى غزالين من ذهب و جواهر وسيوفاً وذهباً كثيراً فقذفه في بئر زمزم» 4.
ثم يضيف قائلاً: «وقد ذهب قوم من مصنّفي الكتب في التواريخ وغيرها من