170المعلِّم الأعظم والمثال الذي تحتذيه عشرة آلاف جيل» 1. .
ويمكن تسجيل عدد آخر من الأماكن العبادية المناسبة للحج، ولكن نكتفي بهذين النموذجين اللذين يعتبران أكثر الأماكن أهمّية وقصداً للزيارة في تاريخ الصين.
الحجّ في اليابان
وحين ننتقل إلى اليابان نجدها قد تأثّرت بالصين بكثير من الاُمور كالفلسفة والعقائد الدينية وفن بناء المعابد وغيرها. . غير أنّ معابد اليابان كانت أغنى من معابد الصين زخرفاً وأرقىٰ نحتاً. فما يُرىٰ في معابد اليابان من بوّابات فخمة على طول المرتقى أو المدخل الذي يؤدّي إلى الحرم المقدّس وغيرها لا يُرىٰ في معابد الصين.
واعتادت فئة في اليابان على تقديس أرواح أسلافها فحيث تلتقي عبادة أرواح الأسلاف بالطقوس البوذية 2في تعايش سلمي منسجم، تقوم معابد (الشينتو) - أي معابد تقديس أرواح الأسلاف - مستقلة عند المعبد البوذي ومجاورة له وتسمّى في لغتهم: «فوجي ياما» . ولفظة فوجي تعني «النار» 3.
كما يؤمون المعابد البوذية في مدينة «نارا» حيث أقسم أسلافهم القدماء هناك علىٰ تحرير وطنهم من التبعية لإمبراطور الصين، فأصبح معبدها محجّةً لهم، ولم تكن ديانة «شنتو» بحاجة إلى تفصيل مذهبي أو طقوس معقّدة أو تشريع خلقي، ولم تكن لها طبقة من الكهنة خاصة بها، كلا! ولا تذهب إلى ما يبعث العزاء في نفوس الناس من خلود الروح ونعيم الفردوس، فكان كلّ ما تطالب به من معتنقيها أن يحجّوا آناً بعد آن لأسلافهم وأن يقدّموا لهم ضراعة الخاشعين، ويضحّوا بالقرابين ويقدّموا النذور وغيرها 4.
ويمكن أن نعدّ في اليابان نوعاً آخر من الحج يتعلّق بالزهور ويمكن أن نسمّيه (حج الزهور) :