120إحدىٰ ضواحي بدخشان، وقضىٰ حياته هناك وحيداً ومنعزلاً حتىٰ أغمض عينيه عن هذا العالم في عام 481ه. 1.
بعد عودته الىٰ خراسان، كان ناصر قد نذر نفسه لمذهبه الجديد ولم يتوان عن خدمته وتبليغه لحظة واحدة، وقد استعان بقوة شعره وقلمه في هذا الطريق.
مؤلّفاته:
دافع ناصر المتشرّب بعلوم عصره، وبطبعه الشاعري وعقله الاستدلالي، وتجربته ذات السنوات السبع، بلا هوادة عن عقيدته الجديدة، وكتب مؤلّفات في تأييد المذهب الإسماعيلي.
مؤلّفات ناصر، التي اصطبغت بصبغة باطنية، هي محاولة لتفسير نظريات الإسماعيلية والباطنية علىٰ أساس عصره. ويغالي ناصر كثيراً في هذا المسير إلى الدرجة التي يتجاهل فيها مسلّمات العقل، ويدافع فيها عن التحجّر الطائفي، حتىٰ إنّه ذهب إلىٰ تكفير من لم يكن باطنياً. في حين أنّ مؤلّفاته، عموماً، تنحىٰ منحىً منطقياً. ومجمل هذه المؤلفات هي:
ديوان أشعاره، خوان الأخوان، زاد المسافرين، وجه الدين، الخلاص والنجاة، والرحلة.
الرحلة:
المؤلَّف الوحيد الذي لا يحمل مسحة باطنية، هو رحلة الحج، حتىٰ إنّ بعضاً يعتقد أنّه أثناء كتابته لهذه الرحلة، لم يكن يحمل أدنىٰ ميل لهذا المذهب 2. بعد عودته من السفر، جمع ناصر مذكّراته، ونظّم رحلته المذكورة بحيادية محيّرة، وبشكلٍ أصبحت فيه من أرقىٰ نماذج تسجيل المشاهدات وتصويرها.
في هذه الرحلة، يشرع ناصر من عمله وسبب تركه له، وحُلُمِهِ الذي أقضّ مضجعه، والطريق الذي سلكه، والمدن التي شاهدها، والحكايات التي