23الذي عند العرش، وهذا الأمر- وما سبقه- يدلاّن على أنّ للكعبة محوريّةً في عالم الخلق والوجود وفي الأرض. 1وقد جاء في الرواية:
«. . . وَوُضِعَ الْبَيْتُ فِي وَسَطِ الْاَرْضِ لأنَّهُ الْمَوْضِعُ الَّذِي مِنْ تَحْتِهِ دُحِيَتِ الْاَرْضُ، وَلِيَكُونَ الْفَرْضُ لِاَهْل الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ فِي ذَلِكَ سَوَاءً. . .» .
2
2- مكة تحظى بدعاء إبراهيم الخليل (ع) :
أسهمت مكة خلال تاريخها العتيق في عطاء حضاري كبير، وذلك في أعقاب دعاء إبراهيم الخليل (ع) فقد أصبحت مدينةً أو بلداً يؤسّس لحضارة دينيّة في بقعة جبليّة، وواد غير ذيزرع، وهو الذي أراده إبراهيم (ع) في دعائه حيث قال
: (. . . رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ. . .) .
3
3- البلد الأمين:
تمتاز هذه المدينة المقدّسة وحدود الحرم في أطرافها بالأمن، فليس لأحد الحقّ أن يدنّس المكان بالظلم والجور، وكلّ من التجأ
إليه فسيكون في كامل الأمن والأمان، ويشمل ذلك الحيوان والنبات، فلايجوز لأحد أن يتعرّض لها بالإساءة والأذى، فلا يقتل حيواناً أو يؤذيه، ولا يقطع نباتاً فيسلب منه الحياة، قال تعالى: (. . . رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ. . .) ، 4وقال أيضاً في آية اُخرى: (وَ هذَا الْبَلَدِ الأمِين) . 5
ويؤكّد في آية ثالثة أنّ من انتهك حرمة الحرم; سيواجه بانتقام إلهي أليم، قال تعالى: