22تمتاز مكّة عن سائر المدن والبلدان بخصائص فذّة وميزات فريدة; وذلك لما حباهاالله تعالى به من موقع متميّز، ودور فعّال في تاريخ البشريّة وتاريخ المسلمين على وجه الخصوص.
من هنا أودّ الإشارة إلى بعض تلك الخصائص التي ذكرهاالله سبحانه في كتابه الكريم، وهي كما يلي:
1- مكة اُمّ القرى:
(. . . وَ لِتُنْذِرَ أمَّ الْقُرَى. . .) ؛ (. . . لِتُنْذِرَ أمَّ الْقُرَى. . .) .
1
فقد ورد عن المؤرخين أنّه عندما كان الماء مشتملاً الكرة الأرضيّة برمّتها، ظهرت فيها بقعة من اليابسة، ثمّ توسعت شيئاً فشيئاً، وقد سمّي يوم ظهور اليابسة (دَحْو الأرض) وهو يعادل في السنة القمرية الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة.
وقد أشارت المصادر الدينيّة إلى هذه المسألة، واعتبرت البقعة الظاهرة من اليابسة هي محل الكعبة المشرفة، وأنّ الأرض توسّعت من ذلك المكان. 2
وجاء في بعض الأدعية ما يدلّ على ذلك ومنه: «أللّهمّ داحي الكعبة» . 3
كما يؤيد ذلك نظريات علم الأرض الحديثة (الجيولوجيا) التي تقول: إنّ قارّات العالم انفصلت من نقطة تقع في حدود أفريقيا
وشبه الجزيرة العربية. 4
وممّا يجدر ذكره أنّ مكان الكعبة الحالي يقع في مقابل (الضراح) أو البيت المعمور