56نقول: نعم التابعية لرسولالله (ص) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللهُ .
وهكذا عشرات الآيات التي وقفوا عندها، ولا دلالة فيها على الصحابة بالمعنى المصطلح، وسيأتي بحثها إن شاء الله تعالى. هذا هو الأمر الأول.
أما الأمر الثاني: فهو أنهم ذهبوا إلى أنّ من كان صحابياً، فهو من أهل الجنة في الآخرة بلاريب ولا شك، فالصحابة كلهم من أهل الجنة قطعاً. لا أنّ مآلهم إلى الجنة، بل أساساً لايدخل أي واحد منهم إلى النار، فعل ما فعل، فأمره إلى الجنة حتى لو قتل خليفة من الخلفاء الأربعة، حتى لو حارب المسلمين، حتى لو قتل الحسن والحسين.
فماذا يفعلون بالفئة الباغية التي خرجت على علي (ع) في صفين، والحديث النبوي:
«ياعمار تقتلك الفئة الباغية» وكان عمار مع علي (ع) ، وهم يصرحون أنّ هذا الحديث لا مجال للإنكار والشك فيه؟ أيكون الباغي من أهل الجنة؟ ولكنهم يقولون: اجتهد فأخطأ.
إذن تبين أنّ الصحابي له أن يفعل ما يشاء، وإن كان باغياً، وإن كان فاسقاً، وإن كان شارباً للخمر، وإن كان قاتلاً، وإن وإن وإن عبّر ما تشاء، فهو من أهل الجنة.
ولذا انظروا الإصابة في تمييز الصحابة؛ 1: يقول أبو محمد بن حزم: «الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعاً، قال الله تعالى: لاَ يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ اَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ اُولَئِكَ اَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ اَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَاللهُ الْحُسْنَي » . 2
أقول: إنه وعد للمنفقين، لا وعد لكل الصحابة.