55نقول: نعم نحن أيضاً نقبل المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، ولكن الكلام عن عنوان الصحابة المصطلح، هذا العنوان لم يرد، ونحن لابد أن ندور في القرآن مدار الهجرة، مدار النصرة، مدار التابعية، لا مدار الصحبة والصحابة بهذا المعنى: «ومن رآه فقط» .
وقد يقول لنا قائل: إذن ماذا تقول في قوله تعالى: إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ ؟
نقول: إنّ المراد من صاحبه هنا، هل هو المعنى المصطلح للصحابي أو المعنى اللغوي؟ فقد استعمل القرآن هذه المفردة في أكثر من تسعين مورداً، لكنه لم يتعرض للمعنى الاصطلاحي الذي يقوله هؤلاء الأعلام من مدرسة الصحابة.
وقد يقول لنا قائل: ماذا تقولون عن هذه الآيات:
لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ؟
نقول: هذه الآية تتحدث عن المؤمنين الذين يبايعون تحت الشجرة، فما علاقتها بالصحابة؟
وعن: وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ؟
نقول: هذه الآية أيضاً تتكلم عن المهاجرين والأنصار والتابعين، لا عن عنوان الصحابة؛ ولا يوجد ترادف بين عنوان الصحابة وعنوان المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فعنوان الصحابة أعم من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان.
وعن: يَا اَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ؟