20باختصاص التقية باللسان؟ !
* * *
قال: الفرق السادس: التقية الشرعية لا يجوز أن تكون سجيّة للمسلم في جميع أحواله، وأمّا التقية الشيعية فهي ملازمة بطبيعة الفرد الشيعي ومستمرّة معه فهو يستخدمها في جميع أحواله.
يلاحظ عليه: مضافاً إلى أنّ هذا ليس فرقاً جديداً، وإنّما هو تعبير آخر عن الفرق الرابع، أنّه قد تقدم: وأنّ الشيعة تتقي إمّا خوفاً وإمّا مداراة في الحرمين الشريفين، وأمّا في غير هذين الموردين فلا تجد فيه أي أثر للتقية، وهذه كتب الشيعة ومجلاّتها وإذاعاتها وخطباؤها كلّ ينطقون بلسان واحد على ضوء الكتاب والسنّة دون أن يعدلوا عنهما قيد شعرة.
والّذي يوضح ذلك: أن التقية أمر طارئ على حياة الشيعي وإلاّ فهو على مذهبه وعقيدته. يكتب وينطق بما هو الحقّ عنده من دون هوادة، فكيف تكون التقية أمراً ملازماً بطبيعة الفرد الشيعي؟
نعم، في القرون السابقة خصوصاً في عهد الأمويّين وشيء من عهد العباسيين - عندما وثبوا على منصّة الحكم بالجور والتعسّف على كل من لا يوافقهم - لم يجد الشيعي مخرجاً دون أن يتقي ما دام يعيش بينهم.
أُقسم بالله وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ 1لو سادت الحريّة الدينية بين المسلمين في عامة الأجواء والأماكن لما تجد أي أثر للتقية في حياة المسلم سنياً كان أو شيعياً، ولو ترى وجودها في حياة الشيعي في بيئة أو ظرف فإنّما يرجع وزره إلى من ألجأه إلى التقية وإلاّ لعملت كل طائفة بفقه إمامها، ولقد سمعت من صديقي المغفور له الشيخ محمد جواد مغنية قال: دعيت إلى مؤتمر في مصر فلمّا شاركت في الجلسة التحضيرية رأيت أنّ بعض أساتذة الأزهر يشير إليّ ويقول: إنّ الشيخ قائل بالتقية، فقلت بصوت عالٍ: نعم أنا قائل بالتقية وعامل بها، لكنْ