178. أُمهات المؤمنين: عائشة وأُمّ سلمة.
نعم هناك سؤال، وهو أنّه لو كان المراد بأهل البيت (ع) هم هؤلاء الخمسة، فلماذا وردت الإشارة إليهم في أثناء حديث القرآن عن نساء النبي (صلى الله عليه وآله) ؟
الجواب أوّلاً: أنّ عادة الفصحاء في كلامهم أنّهم ينتقلون من خطاب إلى غيره ثم يعودون إليه، والقرآن مليء بذلك الأُسلوب، وكذلك كلام العرب وأشعارهم.
قال الشيخ محمد عبده: إنّ من عادة القرآن أن ينتقل بالإنسان من شأن إلى شأن، ثم يعود إلى مباحث المقصد الواحد المرّة بعد المرّة. 1
ولأجل إيقاف القارئ على صحّة ماقاله، نأتي بشاهد على ذلك، فنقول: قال سبحانه ناقلاً عن «العزيز» مخاطباً زوجته: ( إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ) . 2فنرى أنّ العزيز يخاطب أوّلاً امرأته بقوله: ( إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ) وقبل أن يفرغ من كلامه معها، يخاطب يوسف بقوله: ( يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا) ثم يرجع إلى الموضوع الأوّل ويخاطب زوجته بقوله: ( وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ) . فقوله: ( يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا) ، جملة معترضة وقعت بين الخطابين، والمسوّغ لوقوعها بينهما كون المخاطب الثاني أحد المتخاصمين، وكانت له صلة بحديث المرأة الّتي رفعت الشكوى إلى العزيز.
وثانياً: أنّ الضمائر في الآية كلّها مذكّرة أعني «عنكم» و «يطهركم» ، مع أنّ الضمائر في الآيات المتقدّمة والمتأخّرة كلّها جاءت على وجه التأنيث، وربما