15
2. دلالة الآية علي تنزيههم عن الذنوب.
أمّا المقام الأوّل: فلاشكّ أنّ عبارة (أهل البيت) تعمّ النساء والأزواج لغةً وكتاباً، ويكفي في ذلك قوله سبحانه: ( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) . 1فقد عُدّت امرأة إبراهيم (ع) من أهل البيت، والخطاب في الآية أعني قوله: ( أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) ناظر إليها.
ومع الاعتراف بذلك، لكن المراد به في الآية عبارة عمّن عيّنهم الرسول (صلى الله عليه وآله) مرّة بعد أخرى، فخصّهم بعلي وفاطمة وابنيهما (ع) .
فتارة: يصرح (صلى الله عليه وآله) بأسمائهم، كما روى الطبري عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزلت هذه الآية في خمسة: فيّ وعلي رضي الله عنه وحسن رضي الله عنه وحسين رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) . 2
وأخرى: أدخلهم تحت الكساء، كما أخرج مسلم في صحيحه قال: قالت عائشة: خرج النبي ذات غداة، وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله ثم قال: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) . 3
وثالثة: تلا الآيات على بابهم، كما أخرج الطبري عن أنس أنّ النبي (صلىالله عليه وآله) كان يمرّ ببيت فاطمة ستة أشهر كلّما خرج إلى الصلاة فيقول: الصلاة أهل البيت (عليهم السلام) ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ