6ولذلك نرى أنّه في بعض اللغات العالمية يفرّقون بين مفاد لفظ الجلالة، ومفاد «الإله» ويعبّرون عن المعنيين بلفظ واحد إلاّ أنّهم يفرّقون بينهما في الكتابة، فعندما يشيرون إلى «الله» يكتبونها بالشكل التالي: ( God( ، وعند الإشارة إلى المعنى الكلي لهذا الفرد يكتبونها بالنحو التالي: ( god(.
هذا هو المدّعى، والدليل عليه بوجوه:
الأوّل: مادة اللفظين واحدة
إنّ مادة اللفظين واحدة، فكيف يفترقان في المعنى؟ والدليل على ذلك قولهم: إنّ «الله» مشتق من لفظ «إلاه» .
قال سيبويه في تفسير لفظ الجلالة: إنّ أصله «إلاه» على وزن فعال، فحذفت الفاء الّتي هي الهمزة، وجعلت الألف واللام عوضاً لازماً عنها، بدلالة استجازتهم قطع هذه الهمزة الداخلة على لام التعريف في خصوص النداء في نحو قوله: «يا الله اغفرلي» ، ولو كانت غير عوض لم تثبت الهمزة في الوصل كما لم تثبت في غير هذا الاسم. 1
فإذا كانت المادة واحدة فيكون لفظ الجلالة بالمعنى الموجود في مادته علماً للشخص؛ و من المعلوم أنّ لفظ الجلالة حاك عن الصفات الجلالية والجمالية أو ما أشبه ذلك، فيجب أن تكون مادته حاكية عن هذه المعاني كلها، لا عن معنى المعبود أو غيره من المعاني السبعة فقط.
الثاني: الاحتجاج بعدم وجود إله غير الله
إنّه سبحانه حينما يستدل على التوحيد وأنّه لا إله إلاّ الله فإنّه يستخدم كلمة الإله ويقول: