3
العدد الرابع والثلاثون
الإله في كلمة الإخلاص
آية الله الشيخ جعفر السبحاني
إنّ المسلمين في زيارتهم البيت الحرام يذكرون موقفاً خالداً لنبيهم العظيم حيث وقف ذات يوم على صخرة في جبل الصفا منادياً بصوت عال، وقال: «أرأيتكم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم، أكنتم مصدّقيّ؟»
قالوا: بلى، قال: فإني نذير لكم من بين يدي عذاب شديد. . . ثم دعاهم إلى كلمة التوحيد، وقال:
«قولوا لا إله إلاّ الله تفلحوا»
فاستجاب لدعوته قليل من الناس ورفض الأكثرون، ولكن دعوته انتشرت بفضل الله تعالى في مكة والقبائل المحيطة بها، إلى أن عمّت غالب أرجاء الدنيا.
فعلى المسلمين أن يعيدوا النظر في فهمهم لمعنى كلمة التوحيد.
وهذا المقال يتكفل بتبيين مفهوم الإله، في هذه الكلمة المباركة.
معنى «الإله» في الذكر الحكيم
المشهور أنّ «الله» أصله «إله» فحذفت همزته وأُدخل عليه الألف واللام، فخُصّ بالباري، ولتخصُّصه به قال تعالى: رَبُّ السَّماواتِ وَ الأرْضِ وَ ما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَ اصْطَبرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا . 1والمهم هنا، هو تفسير لفظ الإله، وتبيين معناه، وقد فُسّر بوجوه سبعة، إليك بيانها: