22وأبعادها المختلفة، ونشهد منافعها المذكورة في قوله تعالى: (وَ أذِّنْ فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأتُوكَ رِجالاً وَ عَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِى أيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) . 1فالحديث عن الحج وما يتعلّق به من هذا المنطلق، أصبح ضرورة يلحّ الواقع عليها، و يأتي هذا المقال الموجز تبياناً لما يتعلق بتلك الأبعاد المكنونة للحج، و الأهداف المنشودة له، والمنافع المشهودة منه، مستندين على كتاب الله العزيز، والسنة النبوية الشريفة، وأحاديث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ؛ لفهم تلك الحقائق واستخراجها من مصادرها الأصيلة، ومقتبسين من أفكار الإمام الخميني لتوضيح بعض معالمها ومفاهيمها، عسى الله أن ينفع بها ضيوف الرحمن الوافدين من جميع بلاد الإسلام، وتنال رضى ربِّ الأنام.
هذا، وسنركِّز في البحث على البعدين التربوي والإجتماعي، لأهمِّيتهما في واقعنا المعاصر:
القسم الأول: الجوانب التربوية في الحج
إنَّ العقل وهو رسول الإنسان في باطنه، وإن كان غير عاجز عن البحث في فلسفة الحج، وأسراره العميقة وأهدافه في مختلف أبعاده، ومنها التربوية، ولكن نظراً لكون المعطيات والنتائج الحاصلة من ذلك هي عقلية بحتة، لا تخلو أن تكون تلك المعطيات ملوّثة بالإشكالات والهفوات و «دين الله لا يصاب بالعقول» 2، ولذا فإننا اتّبعنا خطّ سير ٍأكثر أماناً للحصول على فلسفة الحج وأسراره، وسنقوم في الغالب ببحث وتقصّي أحكام وأسرار الحج، بالاعتماد على المصادر النقلية من الكتاب والسنة، فإنّهما لم يتركانا سدىً في هذا المجال، حيث وضّحا لنا قسماً كبيراً من أسرار هذه العبادة وآثارها، وأهدافها السامية في الحياة الإنسانية، وسنسعى إلى توضيح جزء من بحر لطائف وأسرار وأهداف ونتائج الحج الواسع، مستفيدين من