21والأفضلية، وأنه أحد الجهادين، فقد روى الكليني بطريق معتبر عن عبد اللّه بن يحيى الكاهلي قال: «سمعت أباعبداللّه (ع) يقول ويذكر الحج فقال: قال رسول اللّه (ص) : «هو أحد الجهادين، هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء، أما إنه ليس شيء أفضل من الحج إلاّ الصلاة، وفي الحج ههنا صلاة وليس في الصلاة قبلكم حج» . 1كما أنَّ الحج عماد الدين وقوام وجوده، فقد ورد في الحديث: «لايزال الدين قائماً ما قامت الكعبة» . 2ولا يجوز تعطيل الكعبة والحج، ويجب على إمام المسلمين إلزام المسلمين أن يقوموا بأداء هذا الواجب والانفاق عليه إذا لم يتحقق ذلك بشكل اعتيادي. 3نعم، ذلكم هو الحج الذي يكافح ويسعى المسلم في سبيل أداء مناسكه، ويحمّل نفسه مشقة وتعباً، ويعاني مرارة الغربة والهجران، ويمسك عن جميع ميوله ولذّاته، ويمتنع عن كثير من عاداته وطبائعه، باذلاً القدر الأكبر من مصاريفه لذلك، إنّه الحجّ الذي يُزيح عن كاهل المؤمن الكثير من المعاصي الكبيرة بأدائه هذه الفريضة، يمحو عن قلبه كلّ صَدإ سبّبته سيئاته، فيكون كمن ولدته أمّه 4، فالحجّ تفسيرٌ 5لآية: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّى لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) و (قِياماً لِلنَّاسِ) 6، ورمز قوتهم وعزتهم. 7وهذه العبادة بهذه الأوصاف، لايمكن أن تكون مجرّد شعيرة ظاهرية بحتة، فلا شك أنّهاَ تمتلك روحاً و فلسفة عميقة، ولها أسرارٌ وحكمٌ و أهداف وفوائد، ألقت بظلالها على حياة الإنسان في البعدين المادّي والمعنويّ، وبالنفوذ ببصيرة إلى أعماق تلك الأعمال الظاهرية، وبالوصول إلى باطن تلك الأعمال يمكننا أن نفهم فلسفة تشريعها