19وهذه الفقرات ترشدنا إلى معنى الرب وأنّه دون الخالق.
إذا علمت ذلك فلنقف على الخطأ في الاصطلاح الّذي وقع فيه ابن عبدالوهاب ومن والاه، حيث فسّر التوحيد في الربوبية بالخالقية، والتوحيد في الإلوهية بمعنى العبادة، فقال في كتاب (تسع رسائل) : إذا قيل لك: إين الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية؟ فقل: توحيد الربوبية فعل الرب، مثل الخلق والرزق والإحياء والإماتة، وإنزال المطر وإنبات النبات وتدبير الأُمور.
وتوحيد الإلهية فعلك أيها العبد مثل الدعاء والخوف والرجاء والاستغاثة، وغير ذلك من أنواع العبادة. 1ترى أنّه فسّر الربوبية بالخالقية، ولكنّه عطف عليها ما هو داخل في الربوبية؛ كما أنّه فسّر الإلهية بالعبادة، وقد علمت أنّ الإله وما يشتق منه يراد منه معنى سامٍ له مصاديق مختلفة يجمعها كلّها (إله) .
فعلى ما ذكرنا في وضع الاصطلاح التعبير بالخالقية مكان الربوبية، والتوحيد بالعبادة مكان الإلهية.
تمّت الرسالة ظهيرة يوم الخامس والعشرين،
من شهر رمضان المبارك من شهور عام 1431ه
والحمد لله الّذي بنعمته تتم الصالحات