17وفي بعض كلماته أيضاً، إشارة إلى ما ذكرنا، حيث قال:
ألْجِئْ نَفْسَكَ فِي أمُورِكَ كُلِّهَا إلَى إلهِكَ. 1وقال أيضاً: وَابْدَاْ قَبْلَ نَظَرِكَ فِي ذلِكَ بِالإِْسْتِعَانَةِ بِإِلهِكَ. 2
حصيلة البحث:
1. ليس للإله إلاّ معنى واحد، وهو نفس ما يفهم من لفظ الجلالة، لكن مجرداً عن العلَمية.
2. إنّ تفسير الإله بالمعاني السبعة أو الأكثر تفسير باللوازم والآثار للإله، لنفس معناه.
3. لفظ الإله ليس بمعنى الخالق المدبّر المحيي المميت الغافر، إذ لايتبادر من لفظ الإله إلاّ المعنى البسيط، بل هذه الصفات عناوين تشير إلى المعنى الموضوع له لفظ الإله، ومعلوم أنّ كون هذه الصفات عناوين مشيرة إلى ذلك المعنى البسيط، غير كونها معنى موضوعاً للّفظ المذكور؛ فتدبر.
تصحيح خطأ في الاصطلاح
إنّ لتوحيده سبحانه مراتب:
منها: التوحيد في الخالقية، بمعنى أنّه لا خالق إلاّ هو، يقول سبحانه: هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ . 3ومنها: التوحيد في الربوبية، بمعنى أنّه سبحانه مدبّراً للكون بعد خلقه له.
إنّ الوثنيين في جزيرة العرب لم يكونوا يعانون من أي انحراف في مسألة التوحيد في الخالقية، وكانوا يعتقدون بأنّه ليس في الكون سوى خالق واحد، بيد أنّ بعضهم أو أكثرهم كانوا يعانون في توحيد