7فيه من قوله تعالى: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ . 1إنما هو تمثيل لا تعيين، لأنه جارٍ بعينه في إنزال القرآن الحكيم الذي هو أحسن الحديث و أبلغ الموعظة، و حيث إنّ الله سبحانه نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِىَ . 2فهو أحسنُ المتكلّمين وأحسنُ المحدّثين، وما إلى ذلك من الأشباه والنظائر.
إنّ الله سبحانه رفيعُ الدرجات ذو العرش، و يرفع الذين آمنوا درجةً والذين أوتوا العلم درجات، و يرفع الأوحديّ منهم مكاناً عليّاً.
فجميع ذلك مصداق خلقه المتجلّى به للمخلوق، فأيّ مخلوقٍ عَرَفَ نفسَه يعرف ربّه بمقدار معرفته، و لا خصيصة لهذا الأصل بالإنسان، و إن كان له حظٌّ وافرٌ، و لا يمكن أن لا يعرف مخلوقٌ أيّ مخلوقٍ كان نفسه إلاّ بسوء عمله الذي يختلف باختلاف المخلوق شدةً و ضعفاً، و كلّ مخلوق عرف نفسه يعرف خالقه المتجلّى له بالضرورة.
و حيث إنّ درجات التجلّي متفاوتةٌ فكلّ مقدارٍ نَقَصَ منه ينتزع من القدر الناقص عنوان التجافي المقابل للتجلّي، إذا الميز بينهما بأنّ المتجلّي يكون جامعاً بين الدرجات بنحوٍ إذا هبط إلى الأرض يكون موجوداً في السماء أيضاً، و إذا نزل إلى السِفل يكون موجوداً في العلو و يصير مظهراً لله الذي هو دانٍ في علوّه و عالٍ في دنوّه، بلا اتّحاد و لا حلولٍ، و بأنّ المتجافي لايكون كذلك، حيث إنّه إذا كان عالياً لم يكن سافلاً، وإن كان هابطاً لم يكن