6
العدد الثالث و الثلاثون
وجيزة حول الكعبة الشريفة
آية الله الشيخ عبدالله جوادي آملي
ألحمدُ للهِ الذي جعل الكعبة قياماً للناس، و الصلاة والسلام على جميع الأنبياء، سيّما الخليل (ع) الذي رفع قواعدها، و الحبيب (ص) الذي طهّرها من الصنم، و عترته المعصومين، سيّما خاتمهم المهدي الموجود الموعود (عج) الذي به يملأ الله الأرض قسطاً وعدلاً، بعد ما ملئت ظلماً وجوراً؛ بهم نتولّى ومن أعدائهم نتبرأ إلى الله.
إنّ الله سبحانه خالق كلّ شيءٍ ممكنٍ و يكون خلقه إيّاه بالتجلّي كما قال مولانا أميرالمؤمنين عليبنابيطالب (ع) : «ألحمدُ لله المتجلّي لِخَلقه بِخَلقه» . 1أي فتجلّى الله سبحانه بالخلق لكل مخلوقٍ فكل مخلوقٍ يعرفُ الله سبحانه و يسبّحه و يحمّده و يسجد و يأتيه طائعاً كما في غير واحدة من الآياتِ، فلا الخلق بالتجافي بل بالتجلّي، و لا المخلوق محجوب عن خالقه المتجلّي له، إذ ليس المتجلّى له هو خصوص الانسان، و إن كان هو أقوى مخلوقٍ تجلّى الله له.
فهذا أصل إلهي، و هو أنّ الله مُتجلٍّ في خلقه و أنّ مخلوقة متجلّى له بلا استثناء في شيء من هذين المطلبين.
إنّ كمال الخالق و حُسنه الوجودي (لا الاعتباري) يتجلّى في خلقه و إنّ كمال المخلوق و حسنه الوجودي يكشف كمال الخالق و حُسنَه الوجودي، و لا يختصّ ذلك في خلق الإنسان الذي له أحسن تقويم؛ فما ورد