50وقد اتّفق أهل السير والحديث والتفسير على أنّه لم يحضر في أرض المباهلة غير النبي وسبطيه وبنته وصهره وأشركهم في المباهلة، وأمرهم بالتأمين بعد دعائه، وترك أزواجه وأقرباءه وعامّة الصحابة.
وكم وكم لآل البيت (هم) من فضائل، ومناقب متواترة أو متضافرة أصفق على نقلها أئمة الحديث، وليس لغيرهم ما لهم، وهذا يبعثنا على أن نعطي لكلّ فئة حقّها، ونقيم لهم وزناً خاصاً ولا نبخس الناس أشياءهم.
نحن نمرّ على هذه التسوية مرار الكرام، ولكن نناقشه في أمرين آخرين:
1. إنّ الكاتب يدّعي أنّ حبّ آل البيت (هم) أمر فطري، فلازم ذلك أن يُرى أثر الحبّ على مائدة المدّعين: في كتبهم وخطبهم و آرائهم، والدفاع عن محبّيهم إلى غير ذلك من مظاهر الحبّ، ومن أظهر مظاهر الحبّ هو الطاعة حيث قالوا: «إنّ المحبّ لمن أحبّ مطيع» وقد شاع وذاع: الحبّ هو الاتّباع.
ومع ذلك لا نجد في حياة المدّعين أي أثر من آثار الحبّ سوى هذه الكلمة وما أشبهها، وقد ملأوا كتبهم بآثار غيرهم، واستشهدوا برواياتهم وآرائهم وفتاواهم، ولم يذكروا عن آل البيت (هم) في الفقه والتفسير والأدب والأخلاق والأُصول والفروع إلاّ شيئاً يسيراً جدّاً! !
هذا هو أبو هريرة قد عاش مع النبي (ص) وصحبه أقل من أربع سنين وقد رووا عنه أزيد من خمسة آلاف حديث، في حين عاش علي (ع) مع النبي (ص) منذ بعثته إلى رحيله (ص) ولكنّهم لم يرووا عنه إلاّ عُشر ما