304أقام مسلم بن عقيل في دار هاني بن عروة متكتماً لا يعلم بوجوده سوى خواص الشيعة، وتشاء الصدف أن يأتي شريك بن الأعور من البصرة فينزل ضيفاً على هاني، ويجتمع بمسلم، وتشاء الصدف أن يمرض شريك.
جاءت الأخبار لابن زياد: أنّ شريك بن الأعور مريض في بيت هاني فسارع لعيادته، لأنّ شريكاً من كبار الأشراف والوجهاء.
لما علم شريك أنّ ابن زياد قادم لاحت بفكره خطة، فقال لمسلم بن عقيل: إنّ غايتك وغايتي هلاك الظالمين وهذا عبيد الله قادم لزيارتي فاقتله وأرح البلاد والعباد من جوره. فقال مسلم: وكيف ذلك؟ فقال شريك: أقم في هذه الخزانة - وأشار بيده إلى خزانة في الحائط - حتى إذا دخل ابن زياد وأخذ في الحديث أخرج أنت إليه فاقتله وأرح الناس من شره، وضع يدك على زمام الحكم ريثما يحضر مولانا الحسين (ع) .
اختبأ مسلم في الخزانة، دخل ابن زياد منزل هاني بن عروة وجلس بالقرب من شريك وراح يستفسر عن صحته.
كانت عين شريك ترمق الخزانة بين الحين والآخر يتوقع خروج ابن عقيل شاهراً سيفه يضرب ابن زياد ضربة واحدة ويقتله. لكن مسلماً لم يخرج وطال الانتظار، ونادى بأعلى صوته:
ما الانتظار بسلمى لا تحيّوها
1