284الأخيرة من هذا القرن، إنما روّج لها المستعمرون، وأنّ النتائج المشؤومة لهذا الفصل واضحة في العالم الإسلامي وبين أتباع سائر الأديان الإلهية.
وكان الإمام الخميني (قده) يعتقد بأنّ الإسلام دين الهداية البشرية في جميع مراحل وأبعاد وأدوار الحياة الفردية والاجتماعية، ولما كانت العلاقات الاجتماعية والسياسية جزءاً لايتجزأ من حياة البشر، فإنّ الإمام الخميني (قده) كان يرى أنّ الإسلام الذي يهتم بالجوانب العبادية والأخلاقية الفردية فحسب، ويصدّ المسلمين عن تقرير مصيرهم وعن المسائل الاجتماعية والسياسية، إسلام محرّف، وعلى حد تعبير سماحته "إسلام أمريكي".
لقد بادر الإمام الخميني (قده) بعد انتصار الثورة الإسلامية فضلاً عن الحكومة الإسلامية بأسلوب يختلف تماماً عن الأنظمة السياسية المعاصرة، أوضح أركانه وأصوله دستور الجمهورية الإسلامية، إلى إحياء شعائر الإسلام الاجتماعية، وإعادة الروح السياسية للأحكام الإسلامية، وما إحياء وإقامة مراسم صلاة الجمعة، ومراسم صلاة الجماعة، ومراسم صلاة الأعياد الإسلامية الكبرى في مختلف أنحاء البلاد، إلاّ توكيد على أنّ الإسلام عقيدة عبادية سياسية، وطرح المسائل والمشكلات التي يتعرض لها المجتمع الإسلامي داخل البلاد وخارجها في خطب صلوات الجمعة والأعياد الدينية، وتغيير أسلوب ومحتوى مراسم العزاء والرثاء، وغيرها من مضامين التغيير إلاّ نماذج بارزة على ذلك.