283هذا الحكم مختص بالمشركين، أما أهل الكتاب وسائر الأقوام الذين كانوا في أطراف الجزيرة العربية فقد بقيت المعاهدات معهم على حالها ولم ينقض النبي (ص) مواثيقهم وعهودهم حتى وفاته.
إنّ البراءة في الآية المذكورة أعلاها لا تختصّ بمشركي الجزيرة بل إنها تشمل البراءة من مشركي العالم كله، الموجودين في عصر الرسالة ومن بعدهم إلى يوم القيامة. وهذه الآية تعلن عن أوضح موقف سياسي تجاه المشركين وأعداء الإسلام.
وأما من تمسّك بقوله تعالى: فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجّ. 1لتحريم المظاهرات وإعلان البراءة من المشركين، فمردود؛ لأنّ المشهور عند المفسرين في تفسير هذه الآية أنّ الرفث هو الجماع والفسوق هو جميع المعاصي، والمراد بالجدال هو المراء والمشاجرة والمنازعة. 2هذا ما عند القوم، وأمّا عند أهل البيت (هم) فقد فُسّر الجدال المذكور في الآية بقول الرجل: لا والله، وبلى والله. 3وأين هذا من تحريم مطلق الجدال الذي يدعيه القوم؟ ! وقد اتخذه الوهابيون دليلاً على حرمة المظاهرات وإظهار البراءة من الكفار والمنافقين في موسم الحج.
ومن هذا المنطلق كان الإمام الخميني (قده) يرى بأنّ السياسة جزء من الدين، وأنّ عملية فصل السياسة عن الدين التي شاعت خلال العقود