154مخاطبين بالشرائع؛ لأنهم القابلون لذلك المنتفعون به؛ وقيل: لأنه لم يعتد بالكفار.
البلاء هو الامتحان والاختبار، ولام القسم والنون المشددة للتأكيد، وقوله: بشيء من الصيد يفيد التحقير ليكون تلقينه للمخاطبين عوناً لهم على انتهائهم إلى ما سيواجههم من النهي في الآية الآتية. .
لَيَبْلُوَنَّكُمُ للَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ لصَّيْدِ أي ليختبرن الله طاعتكم عن معصيتكم؛ واللام للابتداء أو التأكيد.
بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ أي بتحريم شيء من الصيد وإنما بعّض لأنه عنى صيد البر. فيما السيوري يذهب إلى أنّ بشيء من من جنس الصيد ومن هنا للبيان؛ ومعنى الاختبار من الله أن يأمر وينهى ليظهر المعلوم ويصح الجزاء؛ قال أصحاب المعاني: امتحن الله أمة محمد (ص) بصيد البر كما امتحن أمة موسى (ع) بصيد البحر، وكما ابتلي قوم طالوت بالنهر.
القرطبي في أحكام القرآن ذكر مسائل في الآية:
الأولى: قوله تعالى لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ أي ليختبرنكم، والابتلاء الاختبار؛ وكان الصيد أحد معايش العرب العاربة، وشائعاً عند الجميع منهم، مستعملاً جداً، فابتلاهم الله فيه مع الإحرام والحرم، كما ابتلى بني إسرائيل في ألاّ يعتدوا في السبت. وقيل: إنها نزلت عام الحديبية؛ أحرم بعض الناس مع النبي (ص) ولم يحرم بعضهم، فكان إذا عرض صيدٌ اختلف فيه أحوالهم وأفعالهم، وشتبهت أحكامه عليهم، فأنزل الله هذه الآية بياناً لأحكام أحوالهم وأفعالهم، ومحظورات حجّهم وعُمرتهم.